لتمسك بالشعائر:
اليهود من أشد الشعوب تمسكاً بشعائرهم الدينية، فالدين عندهم هو الحياة والحياة هي الدين، ولذا فإنهم على الرغم من تشتتهم في أنحاء الأرض وتباعد بعضهم عن بعض في تاريخهم الطويل القاسي ظلوا محتفظين بهذه الشعائر والطقوس. فهم يقرأون التوراة، ويحضرون معابدهم Synegogues ويحفظون قداسة يوم السبت، وعيد الفصح Pass over ويصومون الأيام المقدسة.. كما كان أسلافهم يفعلون على مهد المسيح في الناصرة أو أورشليم. والفرق الوحيد بين اليهود بعد سنة 70م ومن كانوا قبلهم، أن هؤلاء ليس لديهم هيكل يقدمون أمامه القرابين، فمنذ هدم القائد الروماني تيطس معبدهم في سنة 70م وهم يفتقرون إلى هيكل ولا يستطيعون تقديم الضحايا، والآن بعد أن قام لهم كيان في فلسطين يحاولون إزالة المسجد الأقصى في القدس ليقيموا مكانه هيكلاً على نسق هيكل سليمان، إذ هم يعتقدون أن المسجد الأقصى قائم في هذا المكان المقدس لديهم مكان الهيكل The Temple.
واليهود المحدثون ليس لديهم قساوسة، ولا أعمال قساوسة، ولكن لديهم الربانيون. والكتب المقدسة Scribes. ويوجد حتى يومنا هذا من يعلنون أنهم من سلالة الأسرة الموكل إليها دعوة الدين «قبيلة لاوى بن يعقوب».
وفي المعبد يقوم الرباني Rabbi بتدريس القانون والتوراة أي الوصايا العشر والأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، ولا تزال مخطوطاتها باللغة العبرية تحفظ في لفائف لدى الربانيين وفي المعابد. ومهما طال عليها القدم فلا يجوز إعدامها، فإما أن تصلح وتجدد وإما أن توضع جانباً محفوظة، ذلك لأنها اسم الله، وأي شيء يحمل إسم الله لا يجوز أن يتلف أو يحطم Destreyed.
وحياة الأسرة عند اليهود ذات أهمية كبيرة، إذ الأطفال لديهم هبة من الله، وفي أيام تكوين العهد القديم كان الآباء يعتقدون أن أسماءهم تبقى مع أبنائهم الذكورة ومن هنا ندرك سر أن يشغل بعض اليهود أكبر أولادهم مكاناً في حياة الأسرة وفي قيادة التعبد في السيناجوج (المعبد).
وقراءة التوراة أو القانون تتبع قوانين خاصة، ومنها أن يقرأ كل يوم قدر من التوراة حتى تتم قراءتها في نهاية العام. والتوراة هنا تعني أسفار موسى الخمسة التي في أول العهد القديم، وهناك كتاب الصلاة أو كتاب العبادة اليهودية الذي يتبعه العباد، وفيه أن القراءة التوراتية تحدث ثلاث مرات في اليوم، عند غروب الشمس، وهو بداية اليوم عند اليهود. وعند الصباح ثم بعد الظهر، وعبادة يوم السبت تتبع نظاماً معيناً وعبادة أكبر.
واليهودي عادة يؤمن بالله، وبالعهد الذي عقده مع يعقوب كما جاء في توراة موسى ثم بالقانون «التوراة» التي أمر الله إسرائيل أن يرعاها. وفي مواضع كثيرة من التوراة نجد التصريح بأن الله رب إسرائيل يرعاهم ويخصهم بعنايته.
يهـوه إلـهاً:
أما الأمم الأخرى فلها آلهتها، وفي منتصف القرن السادس ق.م. أعلن الأنبياء الإسرائيليون أن يهوه (جهوفا) إله واحد للمخلوقين جميعاً، وبمرور الزمن أصبح اليهود جميعاً يعتقدون ذلك. ولهذا تتضمن العبادة في المعابد الإيمان بالإله الواحد القدير الذي خلّصهم من السبي في مصر، وقادهم إلى أرض المعاد وظل يرعاهم في محنهم وفي كل مواقفهم، ولا تزال كلمة الله مرعية لديهم كما كانت عند آبائهم، وأقوال الربانيين والمفسرين القدامى لا تزال مرعية، وهذه الأقوال لا تخرج عن كونها تفسيرات للتوراة.
وفي القرن الثاني بعد المسيح قام الرباني يهوذا Judeh باختيار معظم هذه الأقوال وجمعها، وسميت مجموعة المشنا «بمعنى التثنية والإعادة Reptition» فصارت مرعية مقدسة بعد ذلك، وهي في الواقع تشمل كل جزء من حياة الشخص اليهودي من الأشياء الهامة مثل مساعدة الفقير حتى الأشياء الهينة مثل كيف يعبد العامل الله وهو رأس جدار يبنيه أو يعمل في حقله أو في مصنعه وبالنسبة لليهودي المحدث المستقيم يشكل التلمود بعد التوراة مصدراً أساسياً للعقيدة والعبادة والطقوس الدينية جميعاً.
من صور العبادة اليهودية:
1 ـ يوم السبت:
يوم السبت هو يوم العبادة عند اليهودية أو هو اليوم الأسبوعي المقدس، وهو كما ذكرنا يبدأ من ليلته، فعند غروب الشمس من يوم الجمعة تبدأ ربة البيت في إشعال شموع السبت، وتسمى نور السبت أو أضواء السبت. The Sabbath light وهي مصابيح خاصة أو أضواء زائدة عما هو معتاد. وأثناء هذه الإضاءة تدعو في صلاتها أن يبارك الله عملها وأسرتها. والصيغة المألوفة لديهم هي: «يا الله يا ربنا، يا ملك الكون، يا من قدستنا بوصاياك، وأوصيتنا أن نضيء يوم السبت».
وكلمة سبت معناها الراحة، ولذا فهذا اليوم هو يوم الراحة من الأعمال. والاحتفال الديني للأسرة، ومع أن كثيراً من الأعمال يحرم مزاولتها، ولكنه ليس يوم كآبة، بل هو وقت سرور وبهجة، ويستمر هذا اليوم حتى غروب شمسه، وإذا كان الزوج والأولاد في المنـزل فإنهم يطيفون بالأم حين توقد شموع السبت، وإذا كانوا في المعبد فإنهم يعودون ليجدوا مائدتهم معدة. ويبدأ الزوج يرتل دعاءه لزوجته، ثم يقرأ بعض فقرات من سفر التكوين مما يتعلق ببدء الخليقة والراحة يوم السبت، ثم يتناول كوباً من النبيذ فيصلي عليها ذاكراً اسم الله ويباركها. ثم يقدمها لزوجته ولأولاده، ثم يتناول رغيفاً فيقرأ عليه أيضاً ويباركها. ثم يقدمها لزوجته ولأولاده، ثم يتناول رغيفاً فيقرأ عليه أيضاً ويباركه ثم يقسمه بين أفراد الأسرة، ثم يتلو ذلك طعام العشاء.
والديانة اليهودية تعني عناية كبيرة بالأسرة، وصلاتهم الأسبوعية لا تستدعي قسساً ولا راهبات، ومن الدعاء المتبع: «يا الله بارك أرضنا واجعلها مثمرة وكثّر نتاجها» وفي ذلك دليل واضح على ما تقوم عليه الديانة اليهودية من ميل إلى المادية التي تحظى بقيمة كبيرة، وما ينتجه من الأرض هو للتمتع به، ولهذا فإن الطعام والجنس وكل الأشياء الجيدة المستطابة مباركة لديهم. وكثير من أعيادهم أعياد أسرة، وذلك لأسباب تاريخية لديهم.
ويبدأ الاحتفال السبتي في المعبد أيضاً من مساء الجمعة، ولكن لا تحرص النساء على حضوره دائماً، والمعبد اليهودي يسمى «سيناجوج Synagogue» وهي كلمة إغريقية تعني الاجتماع. وهذا يوحي أن المعبد اليهودي لم يبن ولم يظهر في عبادتهم إلا منذ كانوا تحت حكم الإغريق من القرن الرابع إلى القرن الثاني ق.م. وكانت توجد معابد يهودية عديدة في القرى وفي المدن، لكن الملك جوزيا Josia 620 ق.م. كان يريد تحطيم المعابد الموجودة خارج أورشليم بسبب ما كان بها من الوثنيات. ولهذا ركز العبادة في المعبد الرئيسي.
ومن سنة 586 ق.م _ إلى سنة 538 _ تم نفي اليهود إلى بابل، وهناك بنوا لهم معابد خاصة، بينما اتجه يهود آخرون إلى السكنى في مصر وغيرها حتى وصلوا إلى روما وحيثما حلّوا بنوا معابد، وحتى في فلسطين نفسها حلت المعابد المستجدة مكان المعبد الأصلي، وفي عهد المسيح كانت العبادة في السيناجوج شيئاً مألوفاً، وفي أورشليم كانت توجد معابد شتى.
ب ـ بنـاء المعابـد:
ومبنى المعبد على أي حال يكون مستطيلاً غالباً أو مربعاً، وفي الجهة التي تكون مواجهة لبيت المقدس تكون الطاقة التي تحفظ فيها أوراق التوراة. وتوضع كراسي العباد على جوانب الجدران الثلاثة بحيث يكون الجالس عليها مواجهاً للجدار الذي به طاقة التوراة.. والطاقة التي بها أوراق التوراة تمثل صيواناً، أو فجوة تغطيها ستارة أو باب حديدي به قضبان مربعة مستطيلة ومستعرضة، وأمامه مصباح لا يطفأ أبداً، وتوضع في الطاقة لفائف التوراة أو لفائف القانون مكتوبة باللغة العبرية، وتوجد منصة أو ترابيزة Bemo - يقف أمامها قارئ القانون أو الداعي يتلو الدعاء. وقد يقف مواجهاً للطاقة أو أمامها، وبعض المعابد الحديثة تتخذ موسيقيين أو جوقة خلف الستار، وبعض المعابد تتخذ رفارف Galleries _ حول الجدران الثلاثة، وهي مخصصة للإناث، والمحافظون السنيون يحرصون على ذلك، وقد يوضع أمام هذه الرفارف حواجز حديدية متشابكة، ولكن غالباً تكون مفتوحة، وفي المعابد الحديثة المتحررة يجلس النساء في الأسفل مع الرجال، وأثناء الصلاة يلبس الرجال أغطية على رؤوسهم، ويلفون على أكتافهم شيلاناً بيضاء تعرف بشيلان الصلاة، ولكن المعابد الحديثة تسمح لزوارها أن يتركوا هذا الغطاء.
والنساء يلبسن القبعات، ولو أن ذلك غير محتم في المعابد الحديثة _ وليس للنساء شيلان للصلاة _ ولا يوضع في المعابد اليهودية تماثيل ولا صور، لأن من الوصايا «أن لا تضع لك صوراً منحوتة».
وقد توجد نوافذ من الزجاج الذي لا يرى ما وراءه، وقد يرسم عليها نماذج من التوراة أو الشمعدان ذي السبعة رؤوس. وفي كل المعابد توجد الأخشاب المتراكبة تملأ الجدران وتنقش عليها الكلمات الأولى من كل وصية من الوصايا العشر المكتوبة بالحروف العبرية المربعة.
ج ـ الربـاي المعلـم:
ورئيس المعبد يسمى الرباي Rabbai وهو الرئيس الديني ولكنه يقوم بالتعليم حتى ليبدو معلماً أكثر مما يبدو إماماً دينياً، ويوجد أيضاً كهنة Cohens لهم منصب شرفي كأكثر مما لهم من الوضع الرسمي. وصاحب المنصب الرسمي الأعلى هو الذي يلقي الدروس الدينية ويتلو الصلوات على المستمعين. والمعابد الكبيرة يكون بها رئيس أعلى يقوم بالتدريس ويجلس بجانب قارىء التوراة ويساعده، ويمتاز القارىء بأنه ذو صوت حسن وأن يكون مدرباً على الترتيل ذي النغم الجميل، ولا بد في المعبد من جماعة مغنين Qunem _ يكونون عشرة من الرجال.
د ـ الصلاة ومراسمـها:
وتبدأ صلاة السبت في الثامنة والنصف صباحاً في المعابد المحافظة وتستمر ثلاث ساعات، وفي المعابد التقليدية قد تبدأ في الساعة الحادية عشرة واستمرارها ساعة واحدة ونصف الساعة.
وتبدأ الصلاة بقارىء يقرأ وهو مرتد ثوباً أسود وقبعة على رأسه، ويلف حول عنقه لفافة بيضاء طويلة. تلفيعة Scar ويقف أمام المكتب ويبدأ بالحمد لله المنعم، ثم قراءة التبريك والدعاء ثماني عشرة مرة. شكراً لله على نعمه وحفظه إسرائيل. ثم يتلو ذلك الصلوات ومزامير داود. ولا بد في المعابد المحافظة السنية أن يكون ذلك باللغة العبرية، ولكن المعابد التقليدية المتسامحة قد يقرأ جزئين باللغة العبرية وجزئين باللغة المحلية، وبعد قيام الكيان الصهيوني في فلسطين وعمله على إحياء اللغة العبرية زاد استعمالها.
والإسرائيلي دائماً يبدأ صباحه بما يسمونه شما Shema أو السماع. وهي عبارة محفوظة يتلوها كل يهودي كل صباح، وهي عبارة جاءت في سفر التثنية ونصها: «اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد، فتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك حين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك».
والاسم الأعظم لله هو يهوه Yehoua, YHWH لا يقبل اليهودي أن ينطقها أبداً وبدلاً منها ينطق لورد أو أدوناي Adini.
وبعد أن تصل الصلوات إلى قمتها تفتح الطاقة، وهي متألقة بالأنوار، ويمكن أن تشاهد فيها لفائف التوراة مطوية ومزينة بالرسوم ويتقدم أحد الرسميين فيستخرج واحدة منها، وتكون من الجلد الرقيق وتحتوي جميع الأسفار الخمسة الأولى، وهي التي تعرف عندهم بالتوراة، وهي مكتوبة بخط اليد بحروف عبرية، وهذه الصحيفة مثبت على جانبها قطعتان رقيقتان من الخشب، ملفوفتان بالحرير الملون أو ذي الوبر، وتتوجهما حلية فضية ويمر حامل الصحيفة بصفوف المعبد، وكلما حاذى واحداً انحنى راكعاً، وإذا مر بالصف الذي خلفه استدار هو إلى الخلف حتى لا تكون التوراة خلفه، وذلك احتراماً للقانون الإلهي.
وأخيراً تحل اللفافة وترفع للأعلى ليراها الجميع، ثم توضع على المكتب، وتفتح عند الدرس الذي يراد قراءته، ويستطيع كل شخص أن يتقدم ويصعد إلى المكتب ويقرأ شيئاً من الدرس بصوت مرتفع، وفي المعابد المتطورة قد تأتي امرأة لتقرأ، والصبيان يقرأون أيضاً إذا كانوا قد بلغوا الثالثة عشرة إيذاناً بأنهم مقبلون على سن الرجولة، والقسس ومن هم من اللاويين يقرأون أولاً، ويقرأ الآخرون بعدهم إذا شاءوا، ويقرأ القانون باللغة العبرية، وقد تتلوه مترجمة.
وقليلاً ما يقرأ الدرس من سفر من أسفار الأنبياء، ولكن هذا لا يحتم أن يكون مكتوباً باللغة العبرية، بل يقرأ من أي كتاب مطبوع، وبعد القراءة تطوى اللفائف وتحفظ في كسائها ثم تعاد إلى مكانها، وأيضاً أثناء المرور بها للإعادة ينحني الحاضرون، وقد تنتهي الصلاة بهذا وقد يتلوها خطبة قصيرة، ونشيد تقليدي وصلوات ويختم كل ذلك بالتبريك، وبهذا تنتهي الصلاة ويخلو المعبد، وقد يسبق انفضاض المعبد «قداس» أو تبريك بتوزيع كأس من النبيذ ورغيفين مبركين لكل مصل.
وبهذا نرى أن العبادة اليهودية تكون في المعبد وفي المنـزل.
ويحرم يوم السبت أعمال خاصة تصل إلى تسعة وثلاثين نوعاً، ومنها تناول النقود، ولهذا لا يوجد جمع نقود في المعابد، ويمكن أن يعلن الشخص أنه سيدفع للمعبد مبلغاً وحينئذ يتلى اسمه من منصة المعبد، ويمنع النواح والصيام يوم السبت، ولذا فطعام السبت كطعام العيد.
هـ ـ عيـد الفصـح:
ويحتفل اليهودي بعيد الفصح Passouen وهو اليوم الذي نجا فيه بني إسرائيل من آخر طاعون أصاب المصريين يوم الراحة، وقد جاء وصفه في الإصحاح الثاني عشر من سفر الخروج.. وهو يوم اجتماع الأسرة، ولذا بجانب العبادة في المعبد يكون احتفال وبهجة في المنـزل. تضاء المائدة بالشموع، وتدار كؤوس النبيذ على جميع الأفراد، ويوزع كعك غير مخمر، وصحون بكل صحن منها بيضة واحدة، ولحوم محمرة من الضأن، ثم يوزع الزبيب والمكسرات.. وكل ذلك لإحياء الذكرى العزيزة لديهم، ذكرى خلاص الإسرائيليين من مصر. وتقام صلاة أيضاً حول المائدة تتلى فيها قصة حياة الإسرائيليين في مصر، وتبدأ بسؤال من أصغر طفل يكون حاضراً، وتنشد بعض المزامير في نغمة غنائية، ويقضى بذلك على الطعام والنبيذ، وفي هذا الاحتفال يدعى غير اليهود وتوضع كأس خاصة جانباً باسم النبي إليجا Eligjah ويترك الباب مفتوحاً عسى أن يحضر ليعلن يوم الرب وذلك عملاً بما جاء في سفر ملاخى 4/5 «هاأناذا أرسل إليكم النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف».
وعيد الفصح Passouen هو أيضاً عيد الأغنام، تذكيراً برعاة اليهود القدامى، ولذا يكون في مائدة الاحتفال عظام الخراف المطبوخة ثم يأتي عيد الخماسين Pentecest والكلمة مأخوذة من كلمة خمسين الإغريقية، لأنه بعد خمسين يوماً من عيد الفصح، ويدل على نهاية عيد الحصاد، وفي هذا اليوم يزين المعبد، وتوضع مظلة رمزية كتلك التي كانت تنصب عند حصاد الكروم أو الخيمة التي كانت تتخذ في رحلة التيه، وتزين المحاكم والحدائق حيث تنصب فيها الخيام والأغصان، ويتناول الطعام هناك لمدة أسبوع، ويزين المعبد بالنباتات والثمار، وتوجد أيضاً الخيام أو الأكشاك مزينة بالنخيل وتسمع صيحات التسبيح.
و ـ أعيـاد أخـرى:
ويوجد أيضاً احتفالان آخران _ عيد الشنوقة Chanukkeh واليوريم. لذكرى نجاة اليهود وانقاذهم بواسطة المكابيين واستر.
والأيام العظيمة لديهم والتي يحتفى فيها باحتفالات أكبر هي أعياد رأس السنة وأيام الكفارة والندم على الخطايا أو التوبة، وهذا اليوم أهم الأعياد لديهم ولذا فالذين لا يحضرون في المعبد يوم السبت، لا بد أن يحضروا في هذا اليوم، فيغلقون محلاتهم التجارية ويجتمعون في المعبد. إنه يوم العبادة والتوبة مما يعمل وما لا يعمل من الآثام سواء كانت آثاماً فردية أو جماعية. وتقرأ طقوس الضحية كما هي مسطورة في سفر اللاويين ثم تقرأ العبارة المألوفة: «الله ربنا» سبع مرات، ويروى بها قرن الكبش وينتهي اليوم عند غروب الشمس.